إنّي رأيتُ أنّه ما كَتَبَ أحَدُهُم في يَومِهِ كِتاباً إلا قالَ في غَدِهِ، لوغُيّرَ هذا لَكانَ أَحسن ولَو زُيِّدَ ذاكَ لَكانَ يُستَحسن، ولَو قُدِّمَ هذا لكانَ أفضل، ولو تُرِكَ ذاكَ لَكانَ أجمل، وهذا مِن أعظَمِ العِبر، وهو دَليلٌ على استيلاءِ النّقْصِ على جُملَةِ البَشر.
العماد الأصفهاني
كتاباتي> مقالات إعلامية
الجزيرة الرقم الأصعب
المطالبة بإغلاق قناة الجزيرة ليست سابقة من نوعها فحسب؛ وخاصة بالنسبة لقناة بحجم قناة الجزيرة ووزنها، ولكنها أيضا اعتداء على حق أصيل للمواطن العربي، وهو حرية الحصول على الخبر والمعلومة من أي مصدر شاء، وتضرب -هذه المطالبة- قضية حرية الرأي والتعبير المنشودة في بلداننا العربية في مقتل، وتريد به العودة إلى عصر الصوت الواحد!
الوظيفة الاجتماعية للصحافة...بين الحضور والغياب
لم تحظ الوظيفة الاجتماعية للصحافة بالاهتمام الذي تستحقه، كما أنها لم تنل التركيز الذي تناله الوظائف الأخرى للصحافة، حيث تتصدر الوظيفة السياسية اهتمام وسائل الإعلام عامة، والصحافة خاصة. غير أن هذه الرؤية تعكس شيئا من قصور الرؤية بالنسبة للدور الوظيفي لوسائل الإعلام والاتصال.
شبكات للتواصل الاجتماعي... أم للانعزال الجماعي؟
برز الحديث خلال العقود الماضية عن سلطة أو سطوة وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري في حياتنا، للإشارة إلى المكانة المتنامية لهذه الوسائل، وتأثيرها الطاغي في محيطنا: الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وغيرها من جوانب الحياة المختلفة، حيث يشار إلى أن الاتصال يستأثر بأكثر من 90% من أنشطة حياتنا اليومية، فما النسبة التي يشكلها الاتصال اليوم من هذه الأنشطة في ظل شبكات التواصل الاجتماعي؟
ينشغل الوسط الصحفي اليمني هذه الأيام، ويشاركهم هذا الانشغال المهتمون بمتابعة الشأن الإعلامي والاتصالي بوجه عام، وبخاصة ما يتعلق بجوانبه التنظيمية، فهناك أكثر من مشروع مقدم حاليا، يقترح أطرا تنظيمية لوسائل الإعلام والاتصال الجماهيري في اليمن، بدءا بـ"مشروع قانون تنظيم الإعلام السمعي والبصري الخاص والإعلام الإلكتروني" المقدم من "وزارة الإعلام" المعنية حتى اليوم بإنشاء هذا الوسائل، وتنظيم عملها في بلادنا، وانتهاء بمشروع "قانون الصحافة والإعلام" الذي تقدم به مؤخرا "ملتقى الرقي والتقدم"، وهي مبادرة تتم لأول مرة، حيث تحاول مؤسسة مجتمع مدني التصدي لقضية من هذا النوع، وعلى هذا القدر من الأهمية، وقد نال هذا المشروع اهتماما ملحوظا من الوسط الصحفي والإعلامي بوجه عام، كما يبدو أنه يلاقي قبولا منهم أفضل من نظيره الرسمي، فضلا عن غيره من المشروعات الأخرى.
إشكالياتنا ومشكلاتنا مع بعض القنوات الفضائية العربية، لم تبدأ بالإجراءات التي اتخذتها الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" خلال الأيام الماضية، وانتهت بغلق -مؤقت- 12 قناة، وإنذار عشرين أخريات، فقد بدأت هذه الإشكالية منذ دخولنا عالم البث الفضائي على نحو يتسم إلى حد ما برد الفعل، ويغلب عليه طابع الارتجال، بدليل أن الكثير من أصحاب هذه الفضائيات قالوا – وفقا لموقع صحيفة "الخليج -إنهم "لم يطلعوا على ميثاق الشرف الإعلامي، مؤكدين أن المنطقة الحرة الإعلامية لم توفر لهم مثل هذا الميثاق" !ومن ثم فإن ما تم، هو بداية المواجهة، وليس نهايتها.
المصادر المسئولة! (1-2)
تجهيل المصدر، أو عدم ذكره، أو نسبته إلى مجهول، غالبا ما يعبر عنه بـ"المصدر المسئول"- أحد الموضوعات الجدلية في أدبيات الصحافة والإعلام، لكن استخدامه المفرط في وسائل إعلامنا اليوم، يخرجه من هذه الجدلية، ويحيله إلى انتهاك صارخ لما تبقى من ملامح المهنية المتهرئة أصلا!
المصادر المسئولة! (2-2)
"العهود التي يقدمها الصحفي بالحفاظ على سرية مصادر أخبار، لا بد من الوفاء بها مهما كان الثمن، ولهذا السبب، يجب ألا يقدم الصحفيون هذه العهود باستخفاف، ما لم تكن هناك حاجة واضحة وملحة إلى الحفاظ على ثقة المصادر في الصحفي، فإن مصادر هذه الأخبار يجب الكشف عنها" من مبادئ أخلاقيات الصحافة الأمريكية.
صدى الرسالة
رجع الصدى أو التغذية الراجعة أو المرتدة غاية في الأهمية بالنسبة لأي وسيلة إعلامية، حتى لتحرص كثير من هذه الوسائل على نشر الرسائل التي تردها من قرائها كاملة، مهما كانت حدة نبرتها، لأن في ذلك دليل على مدى شعبية الوسيلة بين قرائها من ناحية، ومستوى الحرية التي تتمتع بها هذه الوسائل من ناحية أخرى.
عيوب التغطية الإعلامية
منظمة الـ"CHF" هي إحدى المنظمات الدولية التي قامت بأنشطة تدريبية إعلامية في بلادنا من أجل تحسين التغطية الإعلامية، خاصة القضايا الاجتماعية، وقد رصدت هذه المنظمة، بناء على استطلاع مبسط للصحف اليمنية وبعض التغطيات الإعلامية اليمنية الأخرى التي تقوم بها الوسائل المسموعة والمقروءة- رصدت العيوب التالية لهذه التغطيات، والتي تحتاج إلى معالجة.
.. ولو إلى "أمريكا"!
كان القرار صعبا؛ فمغادرة البلاد، وترك الأهل في ذلك الظرف العصيب الذي يمر به الوطن –ولا يزال- مسألة تنطوي على شيء من المخاطر، غير أن الرغبة في تحصيل العلم، كانت أقوى من المخاوف، فـ"من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع"، وحق التوكل على الله، أقوى وأنفع من حساباتنا القصيرة؛ نحن معشر المخلوقين، ومن ثم؛ فقد حزمت أمري، وعقدت العزم على السفر، و"إذا عزمت فتوكل".
"أنا".. إنسان!
سأل "ستيف" احد ضيوفه على مائدة الإفطار؛ هل مذهبك حنفي أم حنبلي؟ فرد عليه بأنه حنبلي المذهب، ومن باب الدعابة؛ كرر عليه صديقنا المغربي نفس السؤال، وبتلقائية وبساطة؛ رد عليه "ستيف" قائلا: أنا إنسان!
"فلا تظلموا أنفسكم"
شد الناس رحالهم إلى بيت الله لأداء فريضة الحج، استجابة لنداء "إبراهيم" عليه السلام (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)، وارتفعت أصواتهم بالتلبية، وفي بلادنا هذه الأيام تحفر "الخنادق"، وتشيَّد "المتاريس"، ويصوب السلاح نحو صدور اليمنيين من بعضهم البعض في هذه الأشهر الحرم التي نهانا الله فيها عن ظلم أنفسنا (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)!
"الحج": مشاهد ومشاهدات (1-4)
"الحج": مشاهد ومشاهدات (2-4)
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، ويجب في العمر مرة واحدة في حال توفر الاستطاعة المالية والبدنية وغيرها من جوانب الاستطاعة الأخرى، وعطاءات الحج لا تنتهي، وبوسع الراغبين الاغتراف منها بحثا وتأملا، للنفاذ ببصيرة إلى ما وراء شعائر الركن الأعظم، غير أن ما يعنينا في هذه الزاوية، هو تسجيل بعض الانطباعات من زاويتها الاتصالية والإعلامية.
كغيرهم من عدد من المسلمين المنتشرين في شتى بقاع الأرض، تهفو قلوب كثير من اليمنيين إلى رحاب المشاعر ال مقدسة، تلبية لأذان الخليل إبراهيم –عليه السلام- (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق).
"الحج": مشاهد ومشاهدات (3-4)
مكونات الصورة الذهنية عديدة، فوسائل الإعلام، والبعثات الدبلوماسية، والمسافرون، والمقيمون في الخارج، والأنشطة الدبلوماسية وغيرها التي تتم في الداخل والخارج..، جميعها وجميع هؤلاء يسهمون بطريقة أو بأخرى في تكوين هذه الصورة عن اليمن في أذهان من يتعاملون معهم في الداخل أو الخارج، فـ"قد تتكون هذه الصورة من التجربة المباشرة أو غير المباشرة، وقد تكون عقلانية أو غير رشيدة، وقد تعتمد على الأدلة والوثائق، أو الإشاعات والأقوال غير الموثقة، لكنها في النهاية تمثل واقعاً صادقاً بالنسبة لمن يحملونها في رؤوسهم" –كما يقول الدكتور على عجوة-. ومن ثم فإن السؤال هو: أترانا -كل من موقعه- قد أدينا حق هذه الصورة؟ فقدمنا اليمن في أفضل أحواله، أم في أسوأها؛ حد التجني في بعض الأحيان؟ وبصرف النظر عن مدى إيجابية صورة اليمن في الخارج أو سلبيتها، فأغلب الظن أن الواقع اليمني أفضل من الصورة عنه في الخارج!
"الحج": مشاهد ومشاهدات (4-4)
الحج موسم روحي لا شك في ذلك، وطبعي أن ينشط فيه الوعظ الديني، ومن ثم فهناك "علماء دين"، و"خطباء" يرافقون الحجاج اليمنيين، حتى ليكاد يوجد في "وكالة" خطيب، بالإضافة عمن هم ضمن بعثة الحج الرسمية لـ"وزارة الأوقاف والإرشاد"، فضلا عن مراكز التوعية الدينية التي تحرص المملكة العربية السعودية على توفيرها في أماكن المشاعر المقدسة. غير أن السؤال هو: هل الوعظ الديني، وشرح مناسك الحج هو غاية ما نرجوه من الخطاب الديني في هذا التجمع الإيماني السنوي؟
"الإبرة"... و"الرصاصة"!
قالت الممرضة المرافقة لللسيدة الراقدة على فراش المرض بين الحياة والموت- قالت لها: سعر الرصاصة بأربعين ريالا، و"هم" يجدونها، وسعر "الإبرة" بعشرة ريالات ونحن لا نجدها!
حديث الكهرباء
أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن قائلا له: "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"، بهذه الكلمات النبوية العظيمة، أنهي المذيع لقاءه التليفزيوني على قناة "السعدية" مع وزير الكهرباء الأسبوع الماضي، والذي لم يتسن لي –كغيري من ملايين اليمنيين المظلمة لياليهم- مشاهدته كاملا، بسبب انقطاع الكهرباء!
حديث "الخصخصة"
بالتأكيد عودة التيار الكهربائي للبيت اليمني، هو أحد الأولويات في الوقت الراهن، لاسيما ونحن على أبواب شهر كريم، لا بارك الله فيمن ينوي إظلام لياليه النيرة، إن كان هناك من ينتوي فعل ذلك، لكن ما نحاول طرحه في هذه الزاوية، يتجاوز هذا المطلب الإنساني –أي: توفير الكهرباء-، والتي هي حق طبيعي لكل فرد يمني: صغيرا كان أم كبيرا.
القناة الفرنسية..والسفيرة السورية
ببساطة اعترفت القناة التليفزيونية مباشرة حين أدركت الخطأ الذي وقعت فيه، قائلة: إنها "وقعت ضحية خدعة"، بل وقال نائب رئيس التحرير بها "إن كل الاحتمالات تشير إلى أننا وقعنا ضحية خدعة"..هكذا يتصرف المهنيون، ممن يقدرون العمل الإعلامي حق قدره، ويعيرون الرأي العام أقصى درجات الاعتبار!